الغيرة
تعتبر الغيرة من المشاعر الطبيعية بالنسبة للطفل، بل قد يكون لها في بعض الأحيان أثر إيجابي في دفعه لكي يكون أفضل وأحسن مما هو عليه. فقد تساعده على أن يكون شخصاً محبوباً يسعى لصداقة الأطفال والأشخاص الآخرين، وأن يكون اجتماعياً. أما إذا أدت الغيرة إلى المنافسة والمشاجرة فإن هذا يعني تعرض الطفل لكثير من المشاكل. ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى شعور الطفل بالغيرة القوية..وصول مولود جديد. ويرجع شعور الطفل في هذه الحالة بالغيرة إلى أنه يعتقد أن وصول هذا المولود الجديد يعني فقدانه لمركزه ومكانته عند والديه، وهنا يجب أن نوجه نظرك إلى ما يأتي: · قد يلجأ طفلك إلى جميع الحيل والوسائل التي يجذب بها اهتمامك، بل قد يقوم ببعض الأفعال الخاصة بمرحلة سابقة كأن يلجأ إلى التبول اللاإرادي، أو يرفض تناول الطعام بمفرده أو يرفض ارتداء ملابسه بمفرده. · قد يوجه غيرته مباشرة إلى المولود الجديد ويحاول إيذاءه. · قد يشعر بعدم قدرته على تحمل مشاعر الغيرة فيصبح هادئاً ومنطوياً ويرفضك تماماً. · يجب أن تتفهمي هذه المشاعر جيداً، وتساعدي طفلك على الاستعداد لقدوم المولود الجديد عن طريق تأكيدك له أن مكانته لديك سوف تبقى كما هي على الدوام، وخصصي له وقتاً حيث تمنحينه كل اهتمامك. · أشركي طفلك في العناية بالمولود الجديد، اطلبي منه المساعدة في بعض الأعمال السهلة الخاصة بالمولود الجديد. · امدحي كل تصرفاته السليمة وكافئيه عليها، وخاصة إذا أظهر حبه وعطفه بالنسبة للمولود الجديد. · يستحسن ألا تقومي بإرضاع المولود "طبيعياً" أمام طفلك أثناء اليومين الأولين، ويمكنك أن تجذبي انتباهه إلى نشاط يحبه أثناء إرضاعك للمولود بعد ذلك. · ذكري طفلك أنه كان يرضع بنفس الطريقة عندما كان صغيراً، وهنا قد يسألك ويطلب منك أن يرضع مثل أخيه المولود الجديد، لا تندهشي لهذا الطلب بل قولي له أن الصغار فقط هم الذين يرضعون لأنهم لا يستطيعون أن يأكلوا أما أنت وأنا نحن الكبار فإننا نستطيع أن نأكل. · شاركي طفلك فيما كنت تشاركينه فيه قبل ذلك، وإذا تعارض ذلك مع العناية بالمولود أو بإرضاعه يمكنك أن تقولي لطفلك "آسفة ولكني مضطرة لإرضاع المولود أولاً، وأنا أعلم أنه ليس عدلاً، ولكن المواليد الصغار لا يستطيعون انتظار الطعام كما نفعل نحن الكبار، ولهذا فأنا مضطرة لإطعامه أولاً، إن المولود سوف ينام بعد إطعامه وهنا نستطيع أنا وأنت أن نلعب معاً ". · اقبلي أي عرض من طفلك للمساعدة، ولكن لا تحاولي تكرار هذه الجملة "أنت طفلي الكبير" فقد لا يشعر بأنه كبير، بل قد تكون مشكلته الحالية هي أنه كبير، فلو أنه صغير مثل المولود لنال كل هذا الاهتمام والحب والعطف. إن عرضه مساعدتك قد يكون محاولة لإرضائك. · امنحي طفلك بعض الفرص لكي يتصرف أصغر من سنه، وامنحيه الشعور بأنه في كلتا الحالتين ينال حبك. · احمليه واحضنيه وغني له، قد تظنين أن هذه الأشياء غير مهمة بالنسبة لك، ولكن تأكدي بأنها مهمة جداً بالنسبة لطفلك، أشعريه بأن في إمكانه أن يأخذ الزجاجة لو أراد، ولكنه كبير إلى درجة يستطيع معها أن يتناول عصير البرتقال في كوب، وسيكون مذاقه ألذ من اللبن الخاص برضاعة المولود. · اعملي على حصول طفلك الكبير على ميزات عملية لكونه الطفل الأكبر، مثل إعطائه مصروفاً يومياً أو اصطحاب والده له في نزهة بدون المولود الجديد. وبالمناسبة فإن دور الأب مهم جداً من حيث العناية بكل من الطفل والمولود الجديد فأثناء انشغالك بالعناية بأحدهما يمكن أن يقوم الأب بالعناية بالطفل الآخر. بعض الآباء يقومون برعاية الطفل الأكبر في هذه الفترة أثناء انشغال الأم بالمولود الجديد. · لا تجعلي طفلك يشعر بالذنب لشعوره بالغيرة من المولود الجديد. · لا تطلبي من طفلك أن يحب المولود، فهو لا يستطيع، فإذا ما طلبت منه ذلك فسوف يشعر بالذنب، وسوف يشعر بأنك ستكرهينه إذا ما وقفت على حقيقة شعوره تجاه أخيه المولود. وعلى العكس أخبري طفلك بأن المولود قد يسبب بعض المضايقات له ولكن عندما يكبر قليلاً سوف يصير صديقاً له. · لا تتركي طفلك يؤذي المولود وإذا حدث أن آذى طفلك المولود فسوف ينتابه شعور بالذنب بالرغم من اعتقادك بحسن نيته ومعاملته بلطف، لهذا حاولي ألا تقع مثل هذه الأمور، لا تتركي المولود في حراسة أو رعاية الطفل فليس من العدل أن نلقي عليه مثل هذه المسئولية. · أفهمي طفلك أن المولود يحبه واعملي على توضيح ذلك لديه. فعندما يقترب من المولود فسوف يبتسم المولود له، وهنا يمكنك أن تقولي للطفل أن المولود يحبه ولذلك يبتسم له. · وأخيراً تذكري دائماً أنه ما دام طفلاك يعتمدان عليك عاطفياً فسيكون هناك الشعور بالغيرة لدى كل منهما، إن غيرة الطفل الأصغر قد تكون أقوى في بعض الحالات من الكبير، فلا تحاولي أن تزيدي من العناية بأحد الطفلين على حساب الآخر، عليك باحترام كرامة طفليك ولا تحاولي المقارنة بينهما، فإن كليهما لطيف ولكنهما يختلفان, ولا تتخذي أحدهما مثالاً يحتذى به الآخر إطلاقاً فقد تعتبر التصرفات الساحرة اللطيفة التي تصدر من أحدهما بمثابة معضلة بالنسبة للطفل الآخر يصعب عليه أن يكتسبها أو يتعلمها فإياك والمقارنة. نقلاً عن كتاب العناية بالطفل